ألمح نبيل شعث مستشار رئيس السلطة محمود عباس، الى أن مروان البرغوثي قد يلاقي مصير ناصر القدوة ومحمد دحلان بالفصل من حركة فتح إذا ما أصر على تشكيل قائمة خاصة به يخوض بها غمار الانتخابات للمجلس التشريعي.
وأشار شعث في تصريحات صحفية، أمس، إلى أن الاتصالات والمباحثات لا زالت جارية مع البرغوثي لعدم الترشح لانتخابات الرئاسة، وقال: "ما زالت المشاورات من محبيه وأصدقائه حتى يبقى جزءا لا يتجزأ من هذه الحركة".
ويشعر عباس بالخوف الشديد من أن يؤدي تشكيل البرغوثي قائمة انتخابية إلى تشتت اصوات الحركة المشتتة أصلا، حيث يحظى البرغوثي بشعبية مقبولة بين أنصار فتح، الأمر الذي دفع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ لتقديم طلب جديد للاحتلال من أجل الحصول على موافقة لزيارة البرغوثي مجدداً في سجن هداريم.
حسين الشيخ يزور مروان البرغوثي في السجن :
وأوضحت مصادر من فتح أن البرغوثي كان قد اشترط على الشيخ أن يتم التشاور معه في قائمة حركة فتح للانتخابات التشريعية المقبلة قبل إعلانها، إلا أن الاحتلال أجل طلب الموافقة على زيارة الشيخ وتذرع بانشغاله في الانتخابات الإسرائيلية.
وتوقعت تلك المصادر أن يقوم الشيخ بالزيارة أمس الجمعة، أو الأحد على أبعد تقدير في ظل قرب انتهاء المهلة بالترشح للانتخابات التشريعية، والمقررة في 31 مارس الجاري، مشيرةً إلى أن البرغوثي مدرك تماماً للعبة الوقت التي يمكن استخدامها لتبرير عدم التشاور معه.
صحيفة العربي الجديد نقلت عن مصادر مقربة من البرغوثي، اصرار الأخير على أن له الحق في الاعتراض على أي اسم من الأسماء الموجودة في القائمة وترتيبها، مشيرةً إلى أنه "في حال تم الإخلال بهذا الشرط، فإن من حق البرغوثي أيضاً فعل ما يراه مناسباً من دعم قائمة انتخابية أخرى للمجلس التشريعي".
وأكد أحد المقربين من البرغوثي أن لديهم خطة "ب"، وهي بنك أسماء لقائمة انتخابية للمجلس التشريعي في حال لم يتم التشاور معه أو عدم أخذ رأيه بعين الاعتبار، ويمكن تقديمها في اللحظة الأخير، قبل انتهاء الموعد المحدد لقبول قوائم الترشح حسب لجنة الانتخابات المركزية، وهو قبيل منتصف ليل الأربعاء المقبل في 31 مارس.
ورأت المصادر أن هذا الاحتمال يبقى غير مؤكد، في ظل رغبة البرغوثي في الحفاظ على وحدة "فتح"، تمهيداً لترشحه للانتخابات الرئاسية المخطط عقدها في يوليو/تموز المقبل، على الرغم من غضبه من فصل ناصر القدوة من مركزية الحركة.
وكان الشيخ زار البرغوثي في سجنه بهداريم منتصف فبراير الماضي، لحثه على عدم المشاركة في الانتخابات التشريعية بقائمة منفصلة عن قائمة فتح التي سيشكلها الرئيس عباس.
وعرض الشيخ صفقة قوامها تنازل البرغوثي عن خوض الانتخابات الرئاسية، وعدم الترشح باسم فتح بصورة منفصلة في المجلس التشريعي، مقابل مليوني دولار لعائلته وحجز عشر مقاعد له ولمن يختاره.
فتح تساوم مروان البرغوثي: 2 مليون دولار و10 مقاعد
وقد رفض البرغوثي العرض، وأصر على موقفه وشروطه السابقة، وحاول الشيخ اقناع البرغوثي بترأس قائمة الحركة للتشريعي، والتخلي عن فكرة الترشح للرئاسة.
وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية نقلت عن مصادر مقربة من القيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي، أن الأخير يستعد للإعلان رسمياً عن الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقالت الصحيفة إن الإعلان الرسمي من قبل البرغوثي سيكون خلال وقت قريب، وذلك استباقاً للضغوطات الممارسة عليه من اللجنة المركزية لحركة فتح، ومن رئيس السلطة محمود عباس لثنيه عن قراره.
ويأتي ذلك في ظل استمرار التخبط الفتحاوي في الاتفاق على قائمة موحدة لخوض الانتخابات، حيث تتوزع 4 قوائم في الوقت الحالي على الحركة، هي قائمة فتح الرسمية وقائمة ناصر القدوة وقائمة مروان البرغوثي، وأخيرا قائمة محمددحلان.
وقالت حركة "فتح" مساء، أمس الجمعة، إن قائمتها التي ستخوض بها انتخابات المجلس التشريعي المرتقبة ستُعرض على المجلس الثوري للحركة غدا الأحد لاعتمادها.