خاص بالفيديو|| حركة الشبيبة الفتحاوية.. من التأسيس إلى قيادة الثورة الفلسطينية

01 يناير 2022 - 14:57
صوت فتح الإخباري:

فيما تحتفل حركة "فتح" وجماهير الشعب الفلسطيني بالذكرى السنوية السابعة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية، يواصل "صوت فتح" الإخباري نشر إصدارات مرئية توثق أبرز المحطات في تاريخ حركة فتح على طريق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

محطة اليوم تكاد تكون الأبرز والاهم في تاريخ حركة فتح، والمتمثلة في حركة الشبيبة الفتحاوية أحد أهم الظواهر المكتملة في التاريخ السياسي لحركة فتح؛ فقصتها ليست عابرة في تاريخ هذه الحركة؛ إذ تُشكل جزءاً من كينونتها واستمرارها، إلى الدرجة التي يمكن القول فيها أن أي تدوين لتاريخ حركة فتح بمعزل عن حركة الشبيبه؛ ناقص للغاية، ويكتنفه العديد من الثغرات؛ لقد وضع أبو علي شاهين ورفاقه اللبنات الأولي في بنيان هذه الحركة لتصبح ذراعاً شبابياً وطلابياً لحركة فتح. فشكلت حركة الشبيبة فضاءً تنظيمياً ونضالياً آخر أعطاه أبو شاهين من جهده وتضحاياته الكثير.

أصل الفكرة

تغود فكرة تأسيس الشبيبة إلى مطلع الثمانينات، حيث فكر الشهيد القائد خليل الوزير "أبو جهاد" في نقل معركة التحرير والاستقلال الى داخل الاراضي الفلسطينية فتشكل اطارا فتحاوياً باسم 'لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي ' تحمل مسؤولية تاسيسها وقيامها ومتابعتها ثله من الكوادر والمناضل من قيادات الحركة الاسيرة والطلابية والجماهيري. 

أبرز رموزها كان شيخ المناضلين أبو علي شاهين والشهيد محمود أبو مذكور وطليعة من الإطار الطلابي في حينه أمثال محمد دحلان  ومحمد عبد الرازق ونبيل ياسين ومحمد غنام وتوفيق أبو خوصة وفضل عرندس ومصطفي ابو غوله وإيهاب الأشقر ومعين مسلم و وزكريا التلمس وسمير المشهراوي والعديد من الكوادر  الشبابية في الضفة الغربية منهم مفيد عبدربه , مروان البرغوثي , نصر نوفل وأيمن اللبدي .

 اللبنات الأولى للشبيبه

في عام 1982 أسس أبو علي شاهين على حركة الشبيبة الفتحاوية في الأراضي المحتلة، برفقة ثله من المناضلين من قيادات الحركة الأسيرة والطلابية، في نهاية العام عقد أول مؤتمر لها  في " بيرزيت" جمع قادة حركة فتح في غزة والضفة، لتصبح الشبيبة ذراعاً طليعياً لحركة فتح يتضمن الشباب.

امتدت الشبيبة إلى قطاع غزة؛ وبدأت الشبيبة في الانطلاق معتمدة البرنامج الاجتماعي في سيرها ومقاومتها للاحتلال من الشكل الظاهر، أما الشكل الخفي للحركة كان في تنظيم الشباب الفلسطيني وتوعيتهم لمقاومة الاحتلال، والفترة المحصورة بين عام 1982 -1987م كانت برامج الشبيبة تعتمد على الأعمال التطوعية من تنظيف للشوارع وقطف الحمضيات والزيتون ومساعدة الأهالي في المخيمات ومشاركتهم الأفراح والأحزان.

انتشرت الشبيبة بشكل ملحوظ حيث دخلت الانتخابات لمجالس اتحاد الطلبة في ( بيرزيت - النجاح - البولتيكنيك - الخليل ومعهد رام الله) حيث فازت فوزاً ساحقاً بها وسيطرت على معظم المجالس الطلابية والمؤسسات الوطنية، ومن هنا بدأت الشبيبة بتأثيرها على الشارع الفلسطيني حيث بدأت تطرح بشكل واضح وجهة نظر م.ت.ف وحركة فتح .

وكان الحضور الرسمي للشبيبة عام 82 واضحاُ وذلك في الجامعات والكليات والنوادي والمدن والمخيمات والقرى الفلسطينية ركزت خلالها الشبيبة على فكرة العمل التطوعي والاندماج في المجتمع المحلي وسيلة لبناء نموذج التكافل واستقطاب الجماهير وبفضل ذلك فقد فتحت الجماهير الأبواب للشبيبة في المكان والزمان الذي احتاجته فسيطرت على معظم الأطر الطلابية والنقابية وغيرها في الانتخابات الديمقراطية.

نقطة تحول

ومع بداية الانتفاضة الشعبية تحولت الشبيبة إلى حركة ثورية تقاوم بشكل علني، حيث اندمج عناصر وأعضاء الشبيبة في اللجان الشعبية، فكان للشبيبة شرف ريادة الانتفاضة الشعبية؛ كما كان للطلبة دور هام في تصعيد الانتفاضة.

وبعد شهر على اندلاع الانتفاضة، اعتبرت حكومة الاحتلال الشبيبة "تنظيم تخريبي محظور " .... إعترافاً منها بدور الشبيبة في الانتفاضة، خاصة بعد تشكيل  مجموعات العمل المسلح مثل مجموعات الفهد الأسود؛ صقور فتح؛ الاسد المقنع؛ قوات الشبيبة الضاربة؛ وكان معظم منتسبيها من أبناء الشبيبة.

وعلى هذا الدرب الطويل سقط آلاف الشهداء والجرحى واعتقل الآلاف من أبنائها، على طريق العودة والحرية والاستقلال.

مرحلة جديدة

بعد اتفاق أوسلو عام 1993 منح الرئيس الشهيد ياسر عرفات جل اهتمامه للشبيبة، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى كانت الشبيبة سدا منيعا في وجه الاحتلال، حيث تشكلت كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح ووجهت ضربات موجعة لقوات الاحتلال، لتكون حركة الشبيبة الفتحاوية من أهم الظواهر المكتملة  في التاريخ السياسي لحركة فتح.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق