لا تتوقف قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عن محاولاتها لضرب القطاعات الاقتصادية بقطاع غزة في مقتل، فهي تستثمر كل الفرص المتاحة لها، لتدمير المصانع والمنشآت الصناعية، والزراعية، وتحويل القطاع إلى بقعة غير صالحة للحياة والسكن.
"قطاع النحل"، يعد من أكثر القطاعات الحيوانية تضرراً من الاحتلال "الإسرائيلي"، لاسيما لتواجد معظم المناحل على الحدود الشرقية لقطاع غزة، والتي تتعرض باستمرار للانتهاكات سواء من الآليات العسكرية التي تقدم على تجريفها، أو بفعل رش المبيدات الحشرية التي تتسبب في نفوق الآلاف منها، وتكبيد أصحابها خسائر فادحة.
أحمد الزقزوق، الذي كان يملك 900 منحلة وتقلصت لـ 300 فقط، بالقرب من الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أكد أن نسبة انتاج العسل هذا الموسم لن تزيد عن 40% مقارنة بالأعوام السابقة، نتيجة نفوق الآلاف من النحل، بسبب المبيدات الحشرية السامة التي ترشها طائرات الاحتلال على الحدود الشرقية، والتي ضربت قطاع النحل في مقتل.
وأوضح الزقزوق أنهم لم يشرعوا في قطف العسل هذا الموسم على الرغم من مرور نحو 20 يوما على آخر موعد لجنيه بسبب نفوق الآلاف من النحل، دون السماح باستيراد غيرها من الخارج، وهو ما يبشر بموسم سيء سيكبدهم خسائر مالية كبيرة، متوقعا أن تصل خسارته هذا الموسم لنحو 30 ألف دولار أمريكي.
وأشار إلى أن خلايا النحل تقلصت من نحو 25 ألف خلية، إلى أقل من 10 آلاف على مستوى قطاع غزة، وهو مؤشر إلى اندثار مهنة النحّال، وجلوسهم في البيوت وانضمامهم إلى صفوف البطالة، قائلا: "كنت أملك 900 خلية نحل، وتقلصت لـ 300 فقط، بفعل نفوق أعداد كبيرة من النحل، بفعل الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، وهو ما يجعلنا نتكبد خسائر كبيرة، دون أي تعويض من الجهات الحكومية المختصة".
ونوه إلى ارتفاع سعر خلية النحل من 300 إلى 800 شيكل، بسبب نفوق الآلاف منها، مستبعدا ارتفاع سعر كيلو العسل بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يُعاني منها أهالي قطاع غزة المحاصرين منذ 16 عاماً، داعياً وزارة الزراعة بالسماح لهم باستيراد خلايا النحل من الجانب المصري، بسبب انخفاض أسعارها عن التي تدخل من الجانب الإسرائيلي".
من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الزراعة في غزة م. أدهم البسيوني، ف أن مربي النحل يتعرضون لمضايقات مستمرة من قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، لاسيما على الحدود الشرقية لمحافظة خانيونس، سواء من خلال إطلاق الرصاص على أصحاب المناحل أو رش المبيدات الحشرية السامة، أو تجريف المساحات الخضراء، والتي تؤدي إلى انخفاض في انتاج العسل.
ويتعرض مربو الاحتلال الإسرائيلي لخسار متواصلة، بسبب تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الموجودة قرب السياج الأمني، ورشَّ مبيدات سامة على الأزهار والأشجار، وهو الأمر الذي يساعد في هروب النحل أو حتى نفوقه بسبب الأمراض داخل الخلية.
عن فلسطين اليوم