في ذكراها الرابعة والسبعين

خاص ..النكبة الفلسطينية جرح لم يفتأ الاحتلال أن ينكأه

15 مايو 2022 - 01:44
صوت فتح الإخباري:

غزة_آمنة فتحي

لم تكن النكبة يومًا ذكرى تمر علينا مرور الكرام ، وكأن الذكرى أقسمت أن ترسخ فينا أكثر لتجبر من لم يعاصروها على أن يعيشوها ، كي لا ننسى كما لم ينسَ أجدادنا.

في كل عام تحمل ذكرى النكبة مرارة جديدة تضاف إلى المرارة التي تجرعناها على مر السنوات ، فهذا العام كانت الصحفية شيرين أبو عاقلة التي اغتيلت أمام أنظار العالم كله سطرًا جديدًا يضاف إلى آلام النكبة .

تتكرر الصورة

في هذه الذكرى أكدت القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي د. صبحية الحسنات أن الصورة تتكرر في جيل ملخصة القضية الفلسطينية ، فما أشبه اليوم بالبارحة ، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني مازال مهجرًا في الشتات ومن يعيش على أرض فلسطين في مواجهة مستمرة مع الاحتلال بسبب الانتهاكات اليومية التي طالت الحجر والبشر .

وتابعت :" ما يجرى في الضفة الغربية والقدس من اعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم، وتدنيس المسجد الأقصى ومحاولة السيطرة عليه والإعدامات بدم بارد دون أن يحرك العالم ساكن ، وما يدور في جنين أرض التحدي التي تواجه الاحتلال بقوة وعزيمة مرتبطة بالوجود على الرغم من تجاوز المحتل كل القوانين والأعراف الدولية ".

فيما أكدت أن ما حدث من اغتيال الحقيقة و إعدام الصحفية المناضلة شيرين أبو عاقلة صوت الحق، هو تجاوز فاضح لحقوق الإنسان و حرية الرأي و التعبير .

وتضيف الحسنات :" قضيتنا الفلسطينية اليوم تمر بأصعب مراحلها وبحاجة لوقفة جادة من الكل الفلسطيني _شعبًا وقيادة_ ومزيدًا من الدعم العربي والإقليمي لإنقاذ شعبنا ومقدساتنا التي يراهن الاحتلال على نسياننا لها "، مؤكدة أن فلسطين في ذاكرة الكبار والصغار وكل أحرار العالم حتى تحقيق أهدافنا الوطنية في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .

دولة مستقلة

من جهته شدد القيادي في حركة فتح وأستاذ العلوم السياسية الدكتور أيمن الرقب على الرفض التام لأي مشروع يستهدف إسقاط أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني ، مؤكدًا أنه لا سلام دون إعادة حقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وخالية من المستوطنات والمستوطنين وبحدود آمنة، وحق العودة للاجئين إلى ديارهم.

ولفت الرقب إلى أن جريمة التطهير العرقي التي ارتكبتها العصابات الإسرائيلية خلال حرب عام 1948، وهي الأفظع في تاريخ البشرية المعاصر لن تسقط بالتقادم، وأن الشعب الفلسطيني لن يتخلَ عن حقه في محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين، المتسترين خلف الصمت الدولي، وسياسية ازدواجية المعايير.

كما أكد أن أي سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة، لا بد أن يستند إلى الاعتراف بحق شعبنا الفلسطيني في العودة، وإقامة دولته الوطنية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

تطهير عرقي

فيما أوضح الكاتب في الشأن الفلسطيني فراس ياغي أن الحركة الصهيونية وباعتراف مؤرخيها الجدد أمثال كل من "بني موريس، آفي شلايم، إيلان بابي، توم سيغف"، وضعت خطة للتطهير العرقي عبر القيام بمجازر متعددة وممارسات إرهابية عبر عصابات "الهاغاناة والشتيرن والأرغون" وغيرها لطرد الشعب الفلسطيني من أرضه .

فقامت بتدمير "450" قرية فلسطينية وسيطرت على كل شيء وفقا لقوانين شرّعتها لتسهيل عملية الإستيلاء على كامل البنية التحتية الفلسطينية من أرض وعقارات وأملاك، واشهر هذه القوانين "قانون أملاك الغائبين".

وأضاف :" قضية اللاجئين الفلسطينيين تعتبر مسألة مركزية في الصراع "العربي-الإسرائيلي" وفي قلبه وجوهره القضية الفلسطينية، وأن كل الحلول التي تم طرحها لم تلقى آذان صاغية من قبل المُحْتَل الإسرائيلي، بل هناك محاولات مستمرة ودائمة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، مرة عبر محاولة مشاريع التوطين المختلفة وأخرى عبر تهجيرهم من مخيمات اللجوء كما حدث للكثير منهم في "الكويت" و "لبنان" و "سوريا" عبر توريطهم في الصراعات الداخلية لتلك البلدان ووفق سياسة ممنهجة من قبل مجموعات محلية مدعومة من "إسرائيل" والغرب.

حيث اعتبر ياغي أن القضية الفلسطينية أساسها وجوهرها النتائج الكارثية للنكبة عام "1948" والتي أدت لتشتيت الفلسطينيين كسكان اصليين وتحويلهم إلى لاجئين في معظم دول العالم والذي وصل عددهم الآن إلى سبعة ملايين فلسطيني لديهم حق شرعي ودولي وإنساني في العودة لوطنهم الأصلي وتعويضهم عن كل ما حدث لهم خلال أكثر من سبعة عقود.

وأشار إلى أن الحل الممكن للقضية الفلسطينية يجب أن تستند للشرعية الدولية الخاصة بقضيتهم وهذا سينعكس بشكل موضوعي على طبيعة الحلول المقترحة بحيث تراعي هذه الحلول إنهاء مأساة اللجوء وتجاوز فكرة المشروع الصهيوني بإقامة دولة "يهودية" نقية، لصالح قضية الإنسان والحقوق وعبر مفهوم الدولة الواحدة لكل مواطنيها بغض النظر عن الديانة والقومية ، وأيضا التأسيس لمجتمع إنساني متساوي في الحقوق والواجبات وقادر على العيش مع بعضه البعض وكنتيجة للواقع الذي تشكل عبر هذه العقود من الزمن.

طرد قسري

في السياق ذاته اعتبرت الباحثة والكاتبة في الشأن الفلسطيني تمارا حداد أن ذكرى النكبة من أهم المناسبات الوطنية التي يحييها الشعب الفلسطيني خاصة اللاجئين والمهجرين منهم حيث ترمز هذه النكبة إلى التهجير الجماعي والطرد القسري والقتل لمئات الألوف من المدنيين الفلسطينيين في العام 1948 وهذا اليوم يأتي لتأكيد الفلسطينيين على تمسكهم بحق عودة اللاجئين إلى أراضيهم حسب القرار الاممي 194.

وقالت حداد:" في الخامس عشر من أيار من كل عام يتذكر الفلسطينيين مأساتهم الإنسانية التي شردت العديد من الشعب الفلسطيني من ديارهم ونهبت أراضيهم وخسروها قسرا لصالح إقامة دولة الكيان الصهيوني العنصري حيث احتلت نسبة كبيرة من الأراضي الفلسطينية وهجرت ما يقارب المليون فلسطيني لتحويلهم لاجئين ليسكنوا خيام الشتات وتدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية وتدمير الهوية الفلسطينية عن تلك القرى.

وأوضحت حداد أن قضية اللاجئين تعتبر مثابة روح القضية الفلسطينية وحق العودة حق فلسطيني لكل شخص طرد من أرضه وبيته وهجر عام 1948 والذي يجب أن يعود إلى أرضه حسب قرار 194 وهذا الحق ينطبق على كل امرأة ورجل خرج من بيته وينطبق على أجيالهم القادمة فهو حق يورث مهما تباعدت الأزمان فهو حق تاريخي مقدس وشرعي وراسخا بين الأجيال القادمة ، وحق ثابت في القانون الدولي وجذوره أعمق من جذور التاريخ وحق مطلق غير قابل للتنازل أو التفاوض ولا يسقطه أي قرار سياسي من أي منظمات دولية أو محلية أو عربية فهذا الحق لا يسقط بالتقادم مهما تكالبت الأزمان وهذا الحق لا يلغيه التعويض.

ونوهت أن حق العودة والتعويض متلازمان تعويضا عن الأذى النفسي والمادي الذي خلفته النكبة وحق العودة لا يتناقص مع الزمن وهو حق فردي وجماعي ويورث للأجيال القادمة فهذا الحق ملزم للجميع فهو ارتبط بدماء الشهداء والأسرى والجرحى لا يمكن التفريط فيه فقضية النكبة قضية حقيقية وليس حدث تاريخي بل نكبة مستمرة طالما الاحتلال موجود على أرضنا المغتصبة.

وأكملت أن حق العودة هو حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحق الشعب الفلسطيني في أن يكون لهم دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ، مطالبة المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته بتنفيذ القرارات التي أقرها في اتفاقياتهم بالنسبة لحق العودة.

الصغار لا ينسون

من جهته قال المفوض العام للهيئة العليا لشؤون العشائر عاكف المصري :" يحيي اليوم الشعب الفلسطيني في كافة مناطق تواجده الذكرى 74 للنكبة الفلسطينية، والتي كانت بدايتها مايو 1948م، حيث تمثلت باحتلال ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية، وتدمير 531 تجمعاً سكانياً، وطرد وتشريد حوالي 85 بالمئة، من السكان الفلسطينيين، للدول المجاورة لفلسطين، وبعض الدول الأجنبية.

وأوضح المصري أنه خلال 74 عاماً حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي بكافة السبل لتغيير معالم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصبغها بالصبغة الإسرائيلية، منها التوسع الاستيطاني ومصادرة الأرض، ومصادرة أملاك الغائبين، وتسريب العقارات، وهدم المباني، ورفض منح تراخيص بناء جديدة، وزرع قبور وهمية، وتهويد أسماء المواقع الفلسطينية، وبناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بالإضافة لسرقة التراث الفلسطيني، ونسبته لهم؛ لكن كل محاولاته باءت بالفشل بسبب مقاومة، ووعي الشعب الفلسطيني له، وذلك بخلق أجيال متعاقبة للمطالبة بحق العودة للأراضي والديار التي هُجروا منها قسرياً.

وأضاف :" سيبقى الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده يحيي ذكرى النكبة؛ حتى يتم الرجوع للأرض المحتلة عام 1948م، ويقيم دولته الفلسطينية على كافة الأراضي الفلسطينية المسلوبة"، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يحيي ذكرى النكبة لتبقى في ذاكرة الأجيال إلى حين استعادة الحقوق كاملة وتحرير الأرض من الاحتلال "، منوهًا أن إحياء ذكرى النكبة يأتي رداً على قادة الاحتلال اللذين يرفعون شعار "الكبار يموتون والصغار ينسون"، حيث تؤكد الفعاليات بأن الشعب الفلسطيني شعب أصيل لا ينسى وطنه، ولا تاريخه، ولا تراثه وهو متمسك في العودة إلى أرضه التي ورثها جيل بعد جيل عن أجداده مهما طال الزمن أو قصر.

نحيي ذكرى نكبتنا ويحتفلون بذكرى إقامة دولتهم المزعومة ، ولكن البقاء للأقوى ولصاحب الحق ولصاحب النفس الأطول ..

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق