استراتيجية مخيفة يتعمّد كيان الاحتلال استخدامها منذ عقود طويلة ولكنها اليوم تظهر على شبكات الأخبار ومحطّات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل هستيري، استراتيجية "تدريب الأطفال" على حمل السلاح في مؤسسات الاحتلال التعليمية والعسكرية تُظهر بشكل جلّي أن الكيان الإسرائيلي لا يبحث عن السلام تحت أي ظرف لأن ترسيخ هذا الفكر الإجرامي الذي يحرّض على القتل في عقول الأطفال سيكون له آثار كبيرة على مستقبل هؤلاء الأطفال ولن يستطيعوا تقبّل الآخر كما هو الحال مع فلسطينيي 1948.
إرهاب الأطفال
"من شبّ على شيء شاب عليه" مثل عربي يضرب أطناب أذاننا منذ الصغر، وعلى ما يبدو أن الكيان الاسرائيلي لا يريد لأطفاله أن يتعاطفوا مع الفلسطينيين في حال مارست "إسرائيل" إجرامها ضد أطفال غزة أو سكانها في أي وقت من الأوقات وقصفتها بالطيران، بل على العكس سيكونون في قمة السعادة لكونهم تعلّموا في المدارس أن هؤلاء يريدون قتلنا وبالتالي علينا قتلهم قبل أن يفعلوا ذلك.
ومؤخرا، عرضت قنوات تلفزيونية إسرائيلية مقاطع مصورة لجيش الاحتلال تظهر استعراض لأطفال المستوطنين بالضفة الغربية لتعليمهم كيف يستخدمون السلاح لقتل الفلسطينيين.
وأوضحت أن الأطفال ارتدوا ملابس جيش الاحتلال واستخدموا أسلحة وبنادق حقيقية ، من أجل تدريبهم على كيفية التصويب فى صدور العرب.
وأشارت إلى أنه تم مشاركة الفتيات فى عمر الزهور بالاحتفال، لتدريبهن على القتل.
وجاء في الفيديو، مراسل إسرائيلي يسأل كيف تستعمل قنبلة يدوية ويجيب طفل إسرائيلي في العاشرة من عمره تنزع السدادة ثم ترميها على العدو ويُتابع المراسل الإسرائيلي سؤاله لطفل إسرائيلي آخر في الثانية عشر من عمره ما هو السلاح الذي يقتل أكبر عدد من الناس ، الميركفا 4 انها دبابة إسرائيلية من بين الأفضل بالعالم ؟ كم من الناس تعتقد أنك ستقتل؟ 54 عربياً يجيب الطفل الإسرائيلي.
قتلة المستقبل
وطبقا لـ”دراسات” عديدة، فإن كُتب المطالعة (وغيرها) المقررة على الصفوف الثمانية الابتدائية الأولى للتلاميذ الإسرائيليين (غير العرب)، تشحن عقول الأطفال ونفوسهم، بأوصاف بشعة وغير إنسانية وتحقير للعرب (لا يُذكر مُسمى فلسطينيين)، ويتم تدريب الأطفال على استخدام السلاح داخل المستوطنات، ومثل هذه التدريبات مقبولة إسرائيليا، ولا تثير أي مشكلة إن لم تكن مدعومة، وهي متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويضاف إلى ذلك أن الكيان الاسرائيلي يسعى لتشجيع الأجيال القادمة على الانخراط في الحياة العسكريّة، ولاسيّما في ظل الفرار الكبير الذي يشهده الجيش الإسرائيلي وتحديداً الوحدات العسكريّة، حيث تكشف التقارير العسكرية الإسرائيلية هروب الكثيرين إلى الوحدات التقنية.
لهذه الأسباب وغيرها تقوم سلطات الاحتلال بوضع برامج منظمة يتم من خلالها تلمذة الأطفال على كره الفلسطينيين وتشجيعهم على حمل السلاح وتدريبهم على مختلف أنواع السلاح، والقيام بتنظيم زيارات منتظمة إلى مواقع عسكرية ووحدات في الشرطة الإسرائيلية، كوحدة الكلاب البوليسية، ووحدة روبوتات تفكيك القنابل، ووحدة الموسيقيين.
وذكرت صحيفة "هآرتس" نقلاً عن أحد أولياء أمور الطلاب أن أبناءهم تلقّوا شرحاً حول الفرق بين القنابل الصوتية والقنابل الغازيّة السامة، بالإضافة إلى تعريفهم بوسائل قمع التظاهرات وفضّها إلى الاعتقال بالأغلال من خلال المشهد الذي مثلته الشرطة بواسطة تكبيل يدي أحد التلاميذ.