تشهد عملية تسويق الأسماك في الضفة وقطاع الصيد في غزة إرباكاً؛ في أعقاب إعلان وزارة الزراعة بغزة، منتصف الأسبوع الماضي، فرض رسوم ضريبية جديدة بقيمة 5 آلاف شيكل على كل طن سمك يتم توريده لأسواق الضفة، ويكون مصدره من الأسماك المستوردة من مصر، وفرض ثلاثة آلاف شيكل على طن الدنيس المستزرع في برك وبحر غزة.
وقال عدد من تجار الأسماك الموردين لسوق الضفة: إن عملية التسويق للضفة ستتأثر كثيراً، وقد لا يتمكنون من شحن الأسماك، اليوم، كما جرت العادة في كل أسبوع.
ولم يستبعد هؤلاء أن تتوقف عملية التسويق كلياً بعد عدة أيام؛ عقب إحجام شريحة واسعة من الصيادين عن النزول للبحر وممارسة الصيد؛ لعدم قدرة التجار الموردين على شراء الأسماك المحلية الطازجة بالأسعار المرتفعة، كما كان الأمر قبل فرض الضريبة الجديدة.
وفي الوقت الذي بررت وزارة الزراعة على لسان عدد من مسؤوليها فرض الرسوم الجديدة على الأسماك المصرية المستوردة بحماية المنتج المحلي، يرى التجار الموردون ومتعهد حسبة السمك المركزية في القطاع عكس ذلك.
وذكر عبد الرحمن العامودي، متعهد حسبة السمك المركزية في محافظة غزة، وأحد التجار الموردين للضفة لـ"الأيام"، أن القرار ليس له علاقة بحماية المنتج المحلي، بل أدى إلى تدميره لعدم قدرة التجار على شرائه بالسعر القديم الذي كان يشكل مصدر رزق مهماً للصيادين ودافعاً لهم للاستمرار في العمل، في ظل الظروف القاسية التي يتعرضون لها من ممارسات الاحتلال، وارتفاع أسعار الوقود.
وأوضح العامودي أن فرض الرسوم على الأسماك المستوردة من مصر أسهم بتآكل أرباح التجار الموردين بشكل كامل، بعد أن كانت أرباحها تعوض انعدام الأرباح على السمك المحلي.
وأشار إلى أنه بعد تآكل الأرباح على السمك المصري، والتي كانت تتراوح بين ثلاثة وخمسة شواكل للكيلو الواحد، أصبح التجار مضطرين لشراء السمك المحلي بأسعار منخفضة لخلق هامش ربح لهم.
ولفت إلى أن الصيادين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة بعد أن تفاجؤوا بانخفاض الأسعار خلال الأيام الثلاثة الماضية، لا سيما من الأصناف الثمينة والتي انخفضت أسعارها بأكثر من 35% مقارنة مع الأيام التي سبقت القرار.
وحسب العامودي، فإن هذا الانخفاض أدى إلى تآكل أرباح الصيادين، ما دفعهم إلى الإحجام عن الصيد في الوقت الحالي لانعدام الجدوى الاقتصادية.
من جهته، قال أحد الصيادين العاملين على مركب كبير: إن أكثر من 90% من مراكب الصيد الكبيرة توقفت عن العمل خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعد الانخفاض الكبير الذي طرأ على أسعار السمك، وعدم تغطية الأسعار لتكاليف رحلة الصيد.
وأضاف الصياد الذي فضّل عدم ذكر اسمه: إن أسعار السمك التي تصطادها هذه المراكب، وعددها نحو سبعين مركباً، انخفضت بشكل كبير جداً، خاصة الجمبري الذي تدنى سعر الكيلو منه من 110 شواكل إلى 80 شيكلاً، واللوقس من 65 شيكلاً إلى 45، والسلطان إبراهيم من 50 شيكلاً إلى 25، والسلطعون من 15 إلى تسعة شواكل، والكلماري من 50 شيكلاً إلى 30.
وأوضح لـ"الأيام" أن هذه الأسعار كبّدت الصيادين خسائر فادحة، ودفعتهم في نهاية المطاف إلى التوقف عن الصيد، مبيناً أنه ومن أصل 12 قارباً كبير الحجم من نوع جر تعمل في القطاع توقف 11 منها عن العمل بشكل مؤقت، فيما عملت سبعة مراكب كبيرة من نوع شنشولة من أصل 45 مركباً.
وتسمح سلطات الاحتلال بشحن نحو 60 طناً من الأسماك الطازجة من قطاع غزة إلى أسواق الضفة بمعدل 15 طناً أسبوعياً، معظمها من الأسماك ذات الأثمان المرتفعة.
