ما بين دموع الحزن والفرح استقبلت العوائل الفلسطينية نتائج الثانوية العامة لهذا العام، والتي جاءت فيه معدلات النجاح مساوية للأعوام الماضية، حيث استبقت وزارة التربية والتعليم الإعلان عن أسماء أوائل الطلبة، والذين تكرروا الأول في الفرع العلمي حتى الرقم 18، فيما تكرر في الفرع الأدبي حتى الرقم 13، بالإعلان عن نتيجة الطالب الشهيد مجدي العرعراوي، الذي حصل على معدل 90.4%.
الشهيد المتفوق
وفي مخيم جنين انهمرت دموع عائلة هذا الشاب اليافع، الذي قضى في الهجوم الإسرائيلي الأخير على المدينة، حزنا مع بدء إعلان النتائج واستذكرت تلك الأيام التي كان يوجد فيها وسط الأسرة، ويحلم بدراسة تخصص الهندسة.
وهناك في جنين، كانت فرحة الأهالي بنتائج الثانوية منقوصة، بسبب آثار الهجوم العسكري الإسرائيلي التي لا تزال حاضرة، في المباني المدمرة وفي الطرق وشبكات البنى التحتية التي خربت بشكل متعمد، وفي منازل الأسر المكلومة التي فقدت أحد أفرادها، أو تلك التي زج أحدها في السجن.
والدته المكلومة التي لا يزال قلبها يعتصر ألما وحزنا، تركت المنزل، وتوجهت قبل إعلان النتائج إلى مقبرة الشهداء، حيث يوارى جثمان مجدي، وهناك تزين ضريح هذا الشهيد بالورود، في يوم فرحة الثانوية، وهناك أيضا انهارت والدته بالبكاء.
ونشر بعض النشطاء لقطات مصورة لتلك الأم، وهي تبكي بحرقة، وحولها لفيف من النساء اللواتي قدمت لمواساتها، ولم تكن تكرر سوى جملة “يمه (يا أمي) يا حبيبي”، وقد وضعت بين يديها صورة لنجلها، وقبلتها مرات عدة.
هذه السيدة أميرة العرعراوي، كانت قد تفقدت أغراض دراسته، من أقلام وكتب وكراسات، وقد احتفظت بها بجانب قميصه الذي امتلأ بالدماء، عند إصابته القاتلة على أيدي جندي إسرائيلي، خلال الهجوم العسكري الكبير على المخيم، وقالت وهي تستذكر آخر كلماته “والله غير أفرحك بالشهادة”، وقتها كانت تنتظر فرحتها بشهادة الثانوية، ولم يكن ببالها أن يقضي شهيدا خلال العدوان الإسرائيلي.
وقد أشارت مسبقا إلى أن يوم النتائج سيكون صعبا جدا عليها، وتقول إن قلبها “يحترق” مع قرب الإعلان عن تلك النتائج، وهو أمر شوهد في دموعها التي ذرفتها على قبره.
هذا، وقد أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي صبيحة الخميس، في بداية المؤتمر الصحافي الخاص بنتائج الثانوية، نجاح الطالب مجدي العرعراوي، وحصوله على معدل 90.4%.
وفور إعلان النتائج، نشر الكثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، تهاني لهذا الشهيد، ترافقت بنشر صور له ونسبة نجاحه في الثانوية العامة، وكان من بين المنشورات “رفعت راسنا بكل إشي يا مجدي الله يرحمك ويتقبلك يا بطل”.
